ads

الأحد، 6 أكتوبر 2019

سيرة حياة بديع الزمان سعيد النورسي 

– المولد والنشأة:
وُلد بديع الزمان سعيد النورسي في قرية نُوْرْس بولاية بتليس في شرق الأناضول سنة ١٨٧٦، ونشأ في أسرةٍ عُرِفتْ بالتقوى والصلاح؛ فقد كان والدُه المشهور بـ«الصوفي ميرزا» مضرِبَ المثل في الورع، وكانت والدتُه السيدة نُوريَّة فاضلة
و أقبل النورسي; على طلب العلم في سنٍّ مبكِّرة، فتردَّدَ إلى عددٍ من حلقاتِ العلم المنتشرة في المناطق والمدن المجاورة، وحضر مجالسَ أبرزِ شيوخها، ففاق بنجابته ونبوغه أقرانَه، وكان من جِدِّه وعلوِّ همَّته في طلب العلم أنْ حفِظَ عن ظهرِ قلبٍ تسعين كتاباً من أمهات الكتب، وحصَّل من العلم في ثلاثة أشهرٍ ما يحصِّله غيرُه في بضعَ عشرة سنة،
وشرَعَ باستظهار القرآن الكريم، فكان يحفظ في اليوم مقدار جزأين منه، حتى إذا بلغ أكثره توقف عن حفظِه وانصرف إلى درسِ معانيه، لئلا تُخِلَّ سُرعة الحفظ باحترام القرآن، ولأن الحاجة إلى معرفة حقائقه أولى وأهم.
و بسبب إرشاداته التي أثارت مخاوف الولاة تعرّض للنفي عدة مرات ....
وكان من الأمور التي تركت في نفسه أثراً بالغاً أنه قرأ في العام ١٩٠٠ خبراً عن وزير المستعمرات البريطاني «غلادستون» الذي وقف في مجلس العموم البريطاني وبيده نسخةٌ من المصحف الشريف، مخاطباً النواب بقوله: «ليس بمقدورنا أن نحكم المسلمين ما دام بيدهم هذا القرآن؛ فإما أن ننزعه من يدهم، وإما أن نصرفهم عنه»، فأعلن بديع الزمان من حينه عن العمل الذي سَيَهَبُ له حياتَه:
«لأثبِتَنَّ للعالم ولأُظهِرنَّ له أن القرآن شمسٌ معنويةٌ لا تنطفئ ولا تُطفأ».
سافر إلى إستانبول سنة ١٩٠٧م،وجرَت له مناظراتٌ مع علمائها، فأبهرهم بقوَّةِ حجته ...
وفي عام (١٩١١م) زار بلاد الشام، وألقى في المسجد الأموي بدمشق خطبةً فذَّةً جامعةً عُرِفَتْ بـ«الخطبة الشامية»، حضرها جمعٌ غفيرٌ من العلماء وطلاب العلم، وقد شخَّصَ فيها بدقَّةٍ الأمراضَ التي أصابت الأمة الإسلامية، ثم قدَّم العلاج من صيدلية القرآن الكريم.
وقد تم نفيه إلى بارلا في مطلع عام 1926 م وفيها بدأت مرحلة جديدة من حياة النورسي وقد أمضى في بارلا نحواٌ من تسعة سنين ألف فيها معظم رسائل النور; تحت وطأة الظروف القاسية 
وبعد حياة حافلة بالجهاد و والفداء والمصابرة والثبات ،.توفي الاستاذ بديع الزمان سعيد النورسي في الخامس والعشرين من شهر رمضان المبارك سنة 1379هجري الموافق 23 آذار 1960م في مدينة أورفة ودفن بها ،،.; ولكن بعد أربعة عشر سنة قامت السلطات العسكرية بهدم قبره و نقلت جثمانه إلى جهة مجهولة وظل قبره مجهولاً حتى الآن ....

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق